شهدت وسائل الترفيه الصوتي، مثل برامج البودكاست والكتب الصوتية، انتشاراً كبيراً في السنوات الماضية بسبب قدراتها على رواية القصص وجذب المستمعين.
وفي الوهلة الأولى، قد يعتقد البعض أن الوسيلتين تشبهان بعضهما، لأنهما ترتكزان على سرد القصص بشكل عام. ولكن عند الغوص في تفاصيل ومزايا كل منهما، تظهر الاختلافات الجوهرية الكبيرة بينهما.
لذلك، اذهبوا معنا في رحلة مقارنة نكتشف فيها الاختلافات بين برامج البودكاست والكتب الصوتية، وما الذي يجعل البودكاست وسيلة تتفوق على غيرها من أشكال الترفيه الصوتي.
تعريف عام
برامج البودكاست عبارة عن ملفات صوتية أو برامج إذاعية حسب الطلب، يتم إصدارها وفق جدول زمني منتظم. يمكنكم الاستماع إليها في أي وقت وأي مكان وبدون إنترنت بشكل مجاني على الهاتف.
وتضم برامج البودكاست حلقات عدة تتناول مواضيع وعناوين وقصص مختلفة تتعلّق بموضوع عام. فعلى سبيل المثال، يمكن لمبدع خبير في مجال الصحة النفسية أن يطلق بودكاست عن الصحة النفسية بشكل عام، ويعالج في كل حلقة موضوعاً معيناً مثل الشعور بالقلق، الخوف، أسرار السعادة…
أما الكتب الصوتية، فكما يشير اسمها، هي تسجيلات صوتية لنص موجود، غالباً ما يكون عبارة عن كتاب.
وعلى عكس البودكاست، يتم نشر الكتاب الصوتي كمنتج واحد وليس على شكل حلقات.
أولاً: المحتوى الفريد من نوعه
الهدف الأول الذي يتم تسجيله لصالح برامج البودكاست هو أنها تقدّم محتوى فريداً من نوعه لا يمكن العثور عليه على وسيلة أخرى.
ومن خلال البودكاست حصراً، يكشف المبدع عن معلومات وحقائق في مجال تخصصه، ولا يمكن الوصول الى هذه الداتا إلا عبر البرنامج الخاص بهذا المبدع.
وهذا الأمر لا ينطبق على الكتب الصوتية. فكما ذكرنا أعلاه، الكتب الصوتية تسجيلات لنص مكتوب.
فلماذا تستمعون الى الكتب الصوتية وأنتم تستطيعون استهلاك المحتوى نفسه عبر وسائل أخرى كالكتب الورقية أو حتى الإنترنت؟
ثانياً: المعلومة الدقيقة بأقل وقت ممكن
لا يتعدى متوسط مدة حلقات برامج البودكاست الـ30 دقيقة.
وهذا يعني أن المستمع قادر على الوصول الى المعلومة التي تهمّه وتلفت انتباهه بأقل وقت ممكن.
وأكثر من ذلك، فعشاق البودكاست يستطيعون العودة الى دقيقة معينة أو معلومة معينة في الحلقة أو حتى الاستماع مرة جديدة الى الحلقة الكاملة للتمعّن أكثر بالمعلومات، وذلك لأن الحلقات سريعة وقصيرة.
وهذا الأمر لا ينطبق على الكتب الصوتية التي تستمر لساعات.
في الواقع، فإن ميزة التراجع السريع الى نقطة معينة، التي تساهم في التعلم، أمر يمكن القول إنه مستحيل في أي كتاب صوتي.
ثالثاً: التنوّع
يمكن القول إن المعلومات المتنوعة بمثابة الهدف الثالث الذي يتم تسجيله لصالح برامج البودكاست على حساب الكتب الصوتية.
فمع كل حلقة جديدة، يقدّم المبدع في عالم البودكاست معلومات مثيرة للاهتمام عن موضوع معين أو قصة جديدة.
أما في الكتب الصوتية، فتدور الأحداث التي يرويها القارئ حول قصة واحدة فقط.
رابعاً: التشويق والإثارة
تخيّلوا أنكم تستمعون الى تفاصيل قصة واحدة فقط على مدى ساعات وساعات. ألن تشعروا بالملل أو الرغبة بالانتقال الى قصة جديدة؟ طبعاً، نعم!
أما عند الاستماع الى برامج البودكاست، فلن تشعروا بالملل أبداً، لأنكم ستحصلون على المعلومة التي تريدونها بسرعة، بطريقة مشوّقة ومثيرة للاهتمام.
خامساً: المجانية
برامج البودكاست على منصة بوديو متوفّرة بشكل مجاني للأبد أمام المستمعين. وبالتالي، لن تنفقوا المال للاستمتاع بوقتكم والتعلّم واكتشاف المعلومات.
أما الكتب الصوتية، فليست مجانية في أغلب الأوقات.
في الواقع، فإن تسجيل محتوى كتاب بكامله ليس بالمهمة الرخيصة. لذلك، قد تضطرون لدفع مبلغ مالي معين مقابل الاستماع الى كتاب صوتي.
فلماذا تنفقون المال على الترفيه السمعي عبر الكتب الصوتية، وأنتم تستطيعون الاستمتاع ببرامج البودكاست المجانية؟
القرار لكم
بعد المقارنة التفصيلية أعلاه، التي كشفت ما يميز برامج البودكاست عن الكتب الصوتية، يعود القرار النهائي لكم لناحية اختيار الوسيلة الأنسب.
ولا تنسوا أن برنامج بودكاست واحد يرضي الأذواق كافة بسبب تعدد حلقاته، في حين أن الإجماع على الإعجاب التام بكتاب صوتي واحد أمر شبه مستحيل.