قد يعتقد البعض أن المقارنة بين برامج البودكاست الإخبارية والوسائل التقليدية غير عادلة، لأن برامج البودكاست وُجدت للترفيه فقط. لكن في الحقيقة هذا الأمر خاطئ، لأن المدونات الصوتية قادرة على نشر العلم والمعرفة إلى جانب التسلية والترفيه.
والمقارنة بين البودكاست الإخبارية ووسائل الإعلام التقليدية تسلّط الضوء على الكثير من الفوارق الأساسية والمهمة بينهما. إليكم أبرزها:
سنتطرق في البداية إلى العوامل البديهية التي تخطر في بال كل شخص عند التفكير في إجراء مقارنة بين برامج البودكاست الإخبارية والوسائل التقليدية الأخرى.
– وسائل الإعلام التقليدية: تشكّل القيود الزمنية تحدياً ملموساً بما يخص المرونة والتوافر في وسائل الإعلام التقليدية. فعلى الرغم من أن بعض الوسائل بدأت تقدّم بعض الخدمات عبر الإشتراكات والإنترنت، إلا أن هذه الثقافة لا تزال خجولة نوعاً ما الآن وتحتاج الى الوقت لتنتشر أكثر. بالإضافة الى ذلك، فإن بعض وسائل الإعلام، كالراديو مثلاً، تتطلب التواجد في أوقات معينة لمتابعة الأخبار والبرامج.
– برامج البودكاست الإخبارية: المرونة الكبيرة والتوافر من أهم خصائص برامج البودكاست. فالمستمعون يستطيعون الاستمتاع إلى أي برنامج بودكاست، حول أي موضوع، في أي وقت وأي مكان. كذلك، عدم توفّر الإنترنت لا يشكّل أي عائق أمام الجمهور للوصول الى أي بودكاست، إذ يستطيع كل شخص تحميل الحلقات والاستماع إليها بدون إنترنت خلال القيام بمهام أخرى. وعلى سبيل المثال، يعتبر اختيار بوديو، أفضل تطبيق بودكاست عربي، الخيار الأمثل للمستمعين الذين يرغبون بالغوص في رحلات مميزة، مجاناً وبدون إنترنت.
– وسائل الإعلام التقليدية: وتيرة التحديث في هذه الوسائل سريعة للغاية. فالأخبار العاجلة تضع الجمهور في صورة الأحداث والأخبار أول بأول. هذه الميزة تدفع الجمهور الى اختيار التلفزيون مثلاً لمعرفة كل جديد عن حادثة معيّنة جذبت الرأي العام. ففي التلفزيون، يستطيع القيّمون قطع بث أي برنامج لبث نشرة أخبار أو بث مباشر من أرض الواقع في أي وقت.
– برامج البودكاست الإخبارية: التحديث ومواكبة كل جديد أول بأول قد يكون أقل في البودكاست من أي وسائل أخرى. فنشر حلقة يحتاج الوقت للتحضير، التسجيل، التحرير قبل النشر والتوزيع. وميزة الأخبار العاجلة غير متوفرة في برامج البودكاست مثل الوسائل التقليدية. ولكن نقطة الضعف هذه تقود الى نقطة قوة أخرى، وهي أن الوقت يلعب لصالح برامج البودكاست الإخبارية لتقديم حلقة مليئة بالتحليل والمحتوى العميق المفصّل الذي يشرح الأسباب، العوامل، الدوافع وحتى التوجهات المستقبلية لخبر وحدث ما.
– وسائل الإعلام التقليدية: تقدّم هذه الوسائل محتوى عاماً يهم شريحة واسعة من الجمهور بشكل عام. فمثلاً، تعالج برامج الراديو التي تُبث في أوقات الذروة، أي الأوقات التي يتوجّه فيها الناس الى العمل أو يغادرون فيها، مواضيع عامة واسعة تهم الجميع بشكل عام. بذلك يستطيع المستمعون جميعاً التفاعل والمشاركة في الحلقة.
– برامج البودكاست الإخبارية: محتوى كل برنامج بودكاست بشكل عام مخصص وموجّه لشريحة معيّنة من المستمعين. من منطلق أن هناك بودكاست عن أي موضوع يستطيع المستمع اختيار البودكاست الذي يريد والاستمتاع به في أي وقت وأي مكان.
– وسائل الإعلام التقليدية: صحيح أن الكلمة الحرة من أهم ميزات الصحافة بشكل عام، إلا أن السياسات التحريرية تضع في كثير من الأحيان قيوداً على صناع المحتوى في وسائل الإعلام التقليدية. فبسبب الحاجة الكبيرة إلى التمويل الضخم من الإعلانات والشركات الكبيرة، يضطر القيّمون على هذه وسائل الى وضع قيود على المحتوى وهذا ما يؤثر على الاستقلالية في الحديث بحرية تامة عن أي موضوع.
– برامج البودكاست الإخبارية: الحرية والإستقلالية عنوان الإبداع في عالم البودكاست الذي تعتبر تكاليف الإنتاج فيه قليلة نسبياً. فالمبدع الذي يختار بوديو، أهم منصة بودكاست في العالم العربي، يستمتع بتقديم إبداعه بحرية تامة وبدون قيود ومن خلال باقات مدفوعة بأسعار مدروسة تناسب الجميع. وبذلك، فعندما يستمع المستمع الى البودكاست عبر تطبيق بوديو، أفضل تطبيق بودكاست عربي، فإنه يستمتع بالمحتوى الجيّد والمعلومات الدقيقة، الصحيحة والشفافة.
– وسائل الإعلام التقليدية: تحاول هذه الوسائل مواكبة الابتكار والتطوّر، لكنها قد تكون أبطأ من البودكاست بسبب بنيتها التحتية القديمة
– برامج البودكاست الإخبارية: الابتكار مرادف لعالم البودكاست. واستطاعت هذه الوسيلة أن تجذب المستمعين من كل الفئات العمرية وبخاصة الشباب لأنها تواكب كل جديد وتستخدم تقنيات جديدة في الإنتاج، النشر والتوزيع. وعلى سبيل المثال، يتميّز تطبيق بوديو، أفضل تطبيق بودكاست في العالم العربي، بميزات فريدة غير موجودة على أي تطبيق بودكاست آخر. وهذا ما جعل بوديو أفضل منصة بودكاست عربي على الإطلاق.
– وسائل الإعلام التقليدية: استطاعت هذه الوسائل أن تترك تأثيراً ثقافياً واجتماعياً كبيراً على مرّ السنوات، إذ شهدت مراحل ذهبية عديدة. لكن اليوم، ومع التطور الهائل قد لا تتمكّن هذه الوسائل من تحقيق التأثير المرجو بسبب استخدام جيل الشباب للوسائل الحديثة مثل البودكاست أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة الى ذلك، قد تحتاج وسائل الإعلام إلى الالتزام بمعايير تحريرية معينة وهذا ما يمنعها من تحقيق التأثير الكبير.
– برامج البودكاست الإخبارية: استطاعت هذه البرامج بسنوات قليلة أن تشكّل ثورة ثقافية واجتماعية بسبب تأثيرها الكبير على المستمعين. فصدقية المبدع وقدرته على التأثير بالمستمعين يجعلانه من الأصوات القادرة على تحقيق التغيير الفعلي في المجتمعات.
– وسائل الإعلام التقليدية: مع انتشار العالم الرقمي وتوسّعه، قد تواجه هذه الوسائل تحديات كبيرة وجدية في قدرتها على التكيّف مع هذا العالم وتغيير طريقة تقديمها للأخبار بما يتناسب مع التطورات الهائلة في المجتمع.
– برامج البودكاست الإخبارية: لا يوجد وسيلة خارقة لا تواجه مخاوف حقيقية وتحديات جدية تؤثر عليها. فالتحديات المستقبلية التي تواجهها برامج البودكاست تكمن في الحفاظ على جودة المحتوى بظل زيادة الإقبال عليها وزيادة المنافسة فيها.
يمكن القول إن برامج البودكاست الإخبارية والوسائل التقليدية جزء لا يتجزأ من عالم الإعلام ونقل الأخبار. ولكل وسيلة ميزات وعيوب وتحديات تختلف حسب الجمهور المستهدف واختياراته واهتماماته. والخيار الأخير يبقى لأفراد المجتمع الذين عليهم أن يختاروا الوسيلة الأنسب لهم والتي تتماشى مع نمط حياتهم.