من يقرأ العنوان قد يستغرب، لأن أغلب الناس يعتقدون أن لا فرق بين البودكاست والتعليق الصوتي. وقد تنتشر هذه الفكرة في المجتمع من منطلق أن الإثنين يرتبطان بتسجيل الصوت على محتوى مكتوب.
ولكن في الحقيقة، هذه المعلومة خاطئة جداً. فهل يُعقل أن نقول مثلاً إن لا فرق بين اليابسة والماء؟
طبعاً لا! لذلك لا يمكننا أيضاً أن نعتبر أن البودكاست والتعليق الصوتي هما أمر واحد.
ولأن بوديو تسعى دائماً إلى إرشادكم ومساعدتكم على النجاح، سنذهب معكم اليوم في رحلة تكشف الفرق بين البودكاست والتعليق الصوتي.
لذلك، جهّزوا كوباً من مشروبكم المفضّل، اجلسوا في مكان هادئ وأكملوا القراءة.
تعريف:
قبل الغوص في الكشف عن الفرق أو الفروقات بين البودكاست والتعليق الصوتي، لا بدّ من أن نقدّم لكم تعريف كل وسيلة.
ومجالات التعليق الصوتي كثيرة ومتنوعة. إذ يمكن توظيفه في البرامج، المسلسلات، الأفلام، الألعاب، مقاطع الفيديو، الرسوم المتحركة، الإعلانات، البث الإذاعي، التقارير الإخبارية، الكتب الصوتية…
إضافة الى ذلك، تتميّز برامج البودكاست بالتنوّع، كونها لا تقتصر على مجال واحد أو موضوع معيّن. إذ تعالج برامج البودكاست المواضيع في المجالات كافة وتقدّم معلومات جديدة بقالب مثير للاهتمام.
كذلك، تختلف برامج البودكاست من حيث الشكل، التصميم والنوع، فهناك مثلاً برامج فردية، بودكاست المقابلة، برامج بودكاست بتقديم مشترك، الطاولة المستديرة…
الفرق بين البودكاست والتعليق الصوتي
طبعاً، “التحضير” مرحلة أساسية قبل الإقدام على أي خطوة. ولكن مدة التحضير ومدى التعمّق في هذه المرحلة يختلف حسب الخطوة.
فالتحضير في التعليق الصوتي، يقتصر على قراءة النص قبل التسجيل، معرفة الطابع العام للمحتوى أو دراسة الشخصية لاستخدام الصوت بالطريقة المناسبة التي تلائم المحتوى.
أما التحضير في البودكاست، فيتطلّب وقتاً أطول، وذلك لأن المبدع وصانع المحتوى هو أيضاً، في أغلب الأحيان، المقدّم.
تحديد موضوع حلقة البودكاست، إجراء الأبحاث اللازمة وكتابة السيناريو ومراجعته وقراءته، خطوات جوهرية تمثّل عملية التحضير قبل البدء في التسجيل.
الإبداع والشغف وقود أي خطوة تهدف إلى النجاح، فبدونهما يكون أي عمل خالٍ من الجماليات الجذابة.
والشغف في عملية التعليق الصوتي يكمن في مدى الشعور بالميل لاستخدام الصوت وتطويعه لخدمة المحتوى، وتقديمه بأفضل صورة ممكنة.
والإبداع في التعليق الصوتي يظهر بفن تقديم الشخصية أو سرد القصة… بأفضل طريقة ممكنة تجذب الجمهور واستخدام الصوت كوسيلة للفت انتباهه.
أما في البودكاست، فعلى المبدع أن يشعر بالشغف حيال الموضوع العام، ليصنع محتوى إبداعياً لا يشبه غيره.
الإبداع في البودكاست عبارة عن اختيار الكلمات المناسبة، الجذابة والمثالية، وتقديمها ضمن حبكة مليئة بالتشويق والإثارة.
في البودكاست، القصة هي العنصر الأهم. أما في التعليق الصوتي، فيأتي الصوت في المرتبة الأولى.
دخول عالم البودكاست يعني بدء رحلة ممتعة ومتكاملة، لنشر المعلومات المهمة وإحداث فرق في المجتمع.
فالمبدع هنا لا يستطيع أن يقدّم أي محتوى بدون أن يكون متمكّناً منه من الجوانب كافة.
أما المبدع في مجال التعليق الصوتي، لا يحتاج الى التعمّق في أي مجال، لأنه فقط يستخدم صوته الجميل بأسلوب ذكي في محتويات عديدة، متنوّعة ومختلفة بدون أن يشارك، في كثير من الأحيان، بصناعة المحتوى.
التواصل مع الجمهور من أساسيات النجاح في عالم البودكاست. وعلى المبدع أن يقدّم في كل حلقة محتوى يلبي رغبات المستمعين ويجيب على أسئلتهم.
فالمبدع الذي يرغب باحتلال الصدارة يجب أن يعرف جمهوره جيّداً، ويبني علاقات مميزة ومتينة مع المستمعين. بهذه الخطوة يشعر كل مستمع بأنه جزء أساسي من برنامج البودكاست، أن صوته مسموع ورأيه مهم.
أما في عالم التعليق الصوتي، فلا تواصل يجمع بين المعلّق والجمهور، ولا حلقات جديدة ينتظرها المستمعون بفارغ الصبر. فالمعلّق الصوتي يقوم بكل بساطة باستخدام صوته على محتوى معيّن.
البودكاست والتعليق الصوتي نوعان مختلفان من المحتوى الصوتي، لكل واحد منهما ميزاته وخصائصه.
فإن كنتم تمتلكون فقط صوتاً جميلاً، عالم التعليق الصوتي ينتظركم.
أما إذا كنتم تشعرون بشغف تجاه موضوع معين، لديكم قصة مهمة وملهمة وتريدون إحداث تغيير بالمجتمع، فعالم البودكاست أمامكم لتبدعوا وتحلّقوا.